عمان - مع ارتفاع نسبة التضخم في المملكة إلى مستوى قياسي خلال الربع الأول من العام الحالي، ومع تزايد معاناة المواطنين جراء مسلسل ارتفاع الأسعار في شتى القطاعات، ووسط أوامر ملكية باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة تضمن التخفيف من معاناة المواطنين، يأتي ارتفاع أسعار المشتقات النفطية من جديد ليزيد من العبء على كاهل المواطن المثقل أصلا.
وفي وقت أكد فيه مسؤولون أن استمرار مسلسل ارتفاع أصناف المحروقات الاكثر استهلاكا يزيد أعباء مادية اضافية على المواطنين، أشار آخرون إلى ان شريحة كبيرة من المواطنين باتوا يميلون قصرا إلى الاعتياد على تغيّر الأسعار شهريا وسط محاولات جاهدة منهم للحد قدر الإمكان من استهلاك هذه الاصناف والبحث عن بدائل تخفف من حمل الاسعار عنهم.
ولم تشهد محطات المحروقات والتوزيع تهافتا على التزود بالمحروقات مساء أول من أمس، عشية اعلان الأسعار الجديدة، على خلاف المرات السابقة التي رفعت فيها الحكومة أسعار المشتقات النفطية، بحسب نقيب أصحاب محطات المحروقات والتوزيع حاتم عرابي، الذي أشار إلى أنه تم البدء بضبط عدادات مضخات الوقود وفقا للأسعار الجديدة في محطات المملكة اعتبارا من فجر أمس.
وحول ارتفاع اسعار البنزين بصنفيه الأوكتان 90 و95 دون غيرهما من المشتقات النفطية، قال عرابي إن "ذلك جاء لإحداث توازن بين البنزين ومادتي الكاز والسولار اللتين تجاوزت اسعارهما سعر البنزين الشهر الماضي لاول مرة".
وفي رده على سؤال يتعلق بمبررات رفع الاسعار على الرغم من تراجع أسعار النفط عن مستوياتها القياسية عالميا خلال الشهر الماضي، قال عرابي إن لجنة الاسعار تعمتد السعر العالمي في اليوم السابع والعشرين من كل شهر.
وتراجعت أسعار العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي يوم السابع والعشرن من الشهر الماضي الى نحو 106 دولارات في أعقاب ارتفاع الاسعار لمدة ثلاثة أيام.
وانخفض سعر عقود النفط الخام الاميركي لتسليم ايار(مايو) الى 106.91 دولارات للبرميل في التعاملات الالكترونية عبر نظام جلوبكس.
ويشار الى أنه في السابع والعشرين من شهر شباط (فبراير) الماضي، موعد تسعير المحروقات في المملكة لشهر آذار (مارس) الماضي، راوح سعر النفط في البورصات العالمية بين 99 و102 دولار للبرميل، ورفعت الحكومة وقتها أسعار المحروقات بنسبة 5%.
بدوره، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الفتاح الكيلاني إن الأسعار الجديدة للبنزين غير مبررة، لافتا الى عدم حدوث فوارق كبيرة في الأسعار العالمية أخيرا، مشيرا إلى أن المواطن سيلمس ارتفاع الأسعار بشكل واضح جراء ارتفاع تكاليف النقل.
واضاف الكيلاني أن تثبيت أسعار السولار والكاز لن يخفف عن كاهل المواطنين بسبب انتهاء فصل الشتاء وتراجع الطلب على هاتين المادتين.
وقررت وزارة الصناعة والتجارة أول من أمس تعديل أسعار بيع المشتقات النفطية سندا للأسعار العالمية المحررة.
وبحسب القرار طرأ ارتفاع على سعر بيع البنزين بصنفيه أوكتان 90 و95، فيما لم يطرأ أي تغيير على أسعار بيع مادتي الكاز والسولار، في حين ظل سعر اسطوانة الغاز، الذي كان جلالة الملك عبدالله الثاني أمر سابقا بتأجيل تحريره، ثابتا عند 6.5 دينار للاسطوانة.
وارتفع سعر صفيحة البنزين أوكتان 90 (20 لترا) بمقدار 60 قرشا لتصل إلى 12.30 دينار من 11.70، فيما ارتفع سعر البنزين أوكتان 95 بمقدار 70 قرشا ليصل إلى 14 دينارا بدلا من 13.30 للصفيحة الواحدة.
وفي المقابل لم يطرأ أي تعديل على سعر صفيحة مادتي الكاز والسولار، الذي ثبت عند مستوى 12 دينارا لكل عشرين لترا. كما لم يطرأ أي تغيير على سعر زيت الوقود للصناعة.
وهذه المرة الثالثة التي تتغير فيها اسعار المحروقات خلال أقل من ثلاثة أشهر، إذ سبقها رفع اعتبارا من الثامن من شهر شباط (فبراير) وآخر اعتبارا من الحادي عشر من شهر آذار (مارس) الماضيين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أمر اول من أمس باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة تضمن الحد من ارتفاع الأسعار والسلع الأساسية والتخفيف من معاناة المواطنين. كما طلب جلالته تحسين ظروف معيشة المواطنين وفق خطة تأخذ بعين الاعتبار أولا ذوي الدخول المتدنية والمحدودة.
وأكد الملك خلال لقائه رئيس الوزراء نادر الذهبي فجر أمس الول على ضرورة وضع الحكومة تصورا عاجلا ومحددا يبدأ تطبيقه خلال الأيام القليلة القادمة، و"يشمل إجراءات فورية يشعر بها المواطن وتضمن له حياة مستقرة آمنة".
ويشار إلى ان اجمالي مستوردات المملكة من النفط الخام خلال الشهرين الاولين من العام الحالي ارتفعت إلى 385.8 مليون دينار مقارنة مع نحو 185.6 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي وبزيادة نسبتها 107.9% بحسب الأرقام الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة.
وارتفعت خلال الشهرين الاولين مستوردات المملكة من البنزين بنسبة 125% لتبلغ 18مليون دينار مقارنة مع نحو 8 ملايين دينار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغ اجمالي مستوردات المملكة من الديزل( السولار) خلال نفس الفترة 48.5 مليون دينار مقارنة مع 30.8 مليون دينار خلال الشهرين الاولين من العام الماضي وبزيادة نسبتها 57.5%.
وكان رئيس لجنة الطاقة النيابية عاطف الطراونة قال لـ"الغد" في وقت سابق إن نسب رفع أسعار المحروقات أو خفضها يعتمد على السعر العالمي في الوقت الذي توقع فيه الحكومة عقود اسيراد النفط إلى المملكة وليس على صعود او هبوط الاسعار يوميا.
وتوقع الحكومة هذه العقود شهريا وبناء على سعر النفط العالمي في ذلك الوقت وتحتسب المعادلة التي يتم رفع الاسعار أو خفضها بموجبها وبالتالي لايمكن التنبؤ أو تحديد نسبة معينة لتغير الاسعار قبل الوقوف على هذا السعر.
ولم يتسن لـ "الغد" الحصول على تعليق من رئيس لجنة الاسعار أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية فاروق الحياري.
على صعيد آخر أكد نقيب أصحاب المخابز عبدالاله الحموي أنه لم يطرأ تغيير من قبل وزارة الصناعة والتجارة على اسعار الطحين المباع للمخابز نظرا لتثبيت أسعار الوقود الصناعي والديزل وبالتي فإن أسعار منتجات المخابز ستحافظ على استقرارها على الرغم من تأثرها بشكل طفيف نتيجة ارتفاع تكاليف النقل.
تطور أسعار المشتقات النفطية(2001- 2008)
من 11-4 إلى 10- 5 /2008 من 11-3 إلى 10-4 / 2008 من 8-2 إلى 10-3 /2008 2006 2005 2004 2003 2002 2001 سعر الوحدة المادة
6500 6500 6500 4250 3750 3250 3000 2500 2400 فلس/اسطوانة وزن 12.5 كغم غاز مسال
ـ ـ ـ 430 385 330 300 275 275 فلس/ليتر البنزين العادي
ـ ـ ـ 605 505 435 400 370 370 فلس/ليتر البنزين الخاص
ـ ـ ـ 640 545 470 450 425 425 فلس/ليتر البنزين الخالي من الرصاص
615 585 660 ـ ـ ـ ـ ـ ـ فلس/ليتر الخالي من الرصاص 90
700 665 575 ـ ـ ـ ـ ـ ـ فلس/ليتر الخالي من الرصاص 95
600 600 555 320 220 135 130 120 110 فلس/ليتر كاز
600 600 555 320 220 135 130 120 110 فلس/ليتر سولار
السبت أبريل 12, 2008 8:51 am
